القوات العراقية تواصل تقدّمهالاستعادة مجمع طبي على أطراف الموصل القديمة .

تطوير الممارسات الإدارية لمديري المنظمات التربوية

تطوير الممارسات الإدارية لمديري المنظمات التربوية :
د / مروة عادل المغربي 
هناك مجموعة من التحديات التي ظهرت على الساحة تفرض تطوير الممارسات الإدارية لمديرى المنظمات مثل تحدي الثورة العلمية والتكنولوجية والمعرفية والتي تستلزم تزويد الأفراد بالمهارات وا
لمعارف التي تتطلبها تلك الثورة بكافة أشكالها وصورها ، ومن هذه التحديات :
• المعرفة ، فلم تعد أسيرة جدران الكتب ودوائر المعارف ولكنها أيضاً نسبية ، وليست مطلقة ومتغيرة بتغير العلم ومناهجه وطرائقه، وأصبحت متراكمة ومتناهية بصورة مذهلة ، حيث أصبحت تلك المعرفة التي يعرفها البشر خلال القرن الماضي يمكن تحصيلها خلال أسابيع وأيام معدودة تضاعفها وتناميها. 
• العمل وفق مبدأ التعليم للتميز والتميز للجميع ، وضمان تحقيق الجودة ، وتبني ثقافتها.
• الاتجاه نحو اللامركزية والإدارة الذاتية التي يتم تطبيقها في المدارس والمنظمات وتوسيع قاعدة المشاركة المجتمعية في التعليم.
• التقدم في نظم الاتصالات حيث أدى النمو السريع في نظم الاتصالات والتوسع الكبير في استخدام أدوات الاتصال الجماهيري، وبخاصة ما يتعلق منها في الاتصال السمعي والبصرى، والتقدم في نظم الاتصال زاد من حجم المعلومات والمعارف وتدفقها والحث على حسن توظيفها.
من هنا نؤكد على ضرورة التسلح بالقدرات والمهارات الإدارية الحديثة، والسعي لتطوير الذات ، والتفكير الجاد والعلمي في كيفية مواجهة احتياجات سوق العمل ، فالتطوير العلمي والتكنولوجي الكبير الذى يشهد حقل الإدارة ، وظهور الاتجاهات الحديثة في الإدارة مثل الإدارة الإستراتيجية وإدارة المعرفة والإدارة التشاركية والإدارة بالنتائج والأهداف وغيرها تستحث همة الإدارة العليا لتطوير الممارسات الإدارية لمديري المنظمات لمسايرة هذه التحديات المستقبلية المتسارعة ، كي تتمكن تلك المنظمات خاصة التربوية من تحقيق رسالتها ، وإن هذا التطوير قد يكون له مردود في التحول من ثقافة الحفظ والتخزين إلى ثقافة الإبداع والإبتكار. 
لتطبيق تلك النظم الحديثة فى الإدارة بالمنظمات لابد من وجود قائد أو مدير يحظى أداؤه بالأداء الإستراتيجي، فالمدير هو الركيزة الأساسية في النهوض بمستوى إدارة المنظمات وتطويرها ، والعنصر الفعال الذى يتوقف عليه نجاح العمل الإداري. وهذا لا يعنى إغفال الدور الأساسي لعناصر الإدارة الأخرى، فالمدير هو الإداري الأول بالمنظمات، ويقف على رأس التنظيم فيها، ويتحمل المسؤولية الأولى، بل الكاملة أمام السلطة . ومن هنا يعتبر الإداريون هم أهم فئات مجتمعاتنا المعاصرة فعلى درجة كفاءتهم وإعدادهم والتزامهم ووضوح رؤيتهم وتكاملها يتوقف تقدم هذه المجتمعات وتطورها. بالإضافة إلى أن بيئة عمل الإداري مليئة بالمثيرات والمؤثرات المتعددة ؛ لذا فإن ممارسة الإداري لوظائفه الأساسية تتطلب منه أن يكون على علم بوظائف دوره ومتطلباته وأبعاده وأن يحسن فى الوقت نفسه تبصر منطلقاته الفلسفية ومدى تكامل مفاهيم النظرية التى يعتمد عليها في ممارسة عملية الاختيار بين البدائل واحتمالات المواقف التى يقابلها ويتعامل معها. الأمر يزداد أهمية وخطورة إذا تعلق بالمنظمات التعليمية لأن بالتعليم تبنى أو تهدم أمة وشعب كامل .

تعليقات